- وجدان الخنبشي
خطوات ترجمة النص

في بداية دراستك لمواد الترجمة، تعرض عليك خطواتها، فتعرف أن النص يمر بعدد من الخطوات حتى يصل إلى الشكل النهائي المطلوب، لكن البعض يقف مشوش الذهن أمام تلك الخطوات ولا يعرف كيف يطبقها عندما يبدأ بترجمة نص، فتراه يقفز بينها ويفوت بعضها لتكون النتيجة نصا هزيلا، غير منطقي، مزعجا لعين القارئ المسكين الذي ما تُرجم النص إلا من أجله.
أولًا: قراءة النص الأصلي قراءة استطلاعية
يقرأ المترجم النص قراءة استطلاعية كي يفهم محتواه وموضوعه وطبيعة أسلوب الكاتب، بالمختصر المفيد "يأخذ فكرة عامة عنه". أيضًا يُحدد المترجم في هذه الخطوة أي مصطلح غريب يواجهه أو حتى معلومة لم يسمع عنها من قبل.
ثانيا: ترجمة مبدئية (المسوّدة الأولى)
يترجم المترجم النص ترجمة مبدئية، يتعرف بها أكثر على أسلوب الكاتب، كما يستطيع فك شفرات النص مبدئيًا.
ثالثا: التعمق في الترجمة والبحث (المسوّدة الثانية)
هنا يغوص المترجم في أعماق النص، يترجم المصطلحات الغريبة التي واجهته بعد أن بحث عنها بحثًا مستفيضًا، وقد يحتاج المترجم إلى البحث عن معلومات ذُكرت في النص ليترجم وهو متمكن من النص من جميع نواحيه. فبالبحث والقراءة يبني المترجم ثقافته.
رابعا: التحقق من الترجمة
بعد الانتهاء من المسودة الثانية، يقارن المترجم نصه المترجَم بالنص المصدر ليتحقق من ترجمته، وهذه المرحلة مهمة جدًا، لماذا برأيك؟ كي يؤكد أنه لم يغفل عن ترجمة كلمة أو جملة، أو أن يكون أخطأ في فهم مقصد الكاتب في جملة ما.
خامسًا: الابتعاد عن النص
هنا يستريح المترجم ساعات معدودات أو حتى يومًا بعيدًا عن ترجمته ليصفي ذهنه، ثم يعود لقراءة النص بذهن صاف.
سادسًا: قراءة النص مرة أخرى
هنا ينسى المترجم أنه مترجم، فيتقمص شخصية القارئ ليؤكد خلو النص من الأخطاء، ويؤكد أيضًا منطقية أفكاره وترابطها. وتشبه هذه المرحلة لعبة التركيب (Puzzle)، فيدقق المترجم النص تدقيقا لغويًا ويعيد تركيبه، يقدم جملة ويؤخر أخرى كي ينتج نصًا أصيلًا بعيدًا عن الأسلوب الغريب المعقد، نصًا يحترم الجمهور المستهدف، لأن المترجم من المفترض ألا يرضى أن يقدم لهذا الجمهور نصًا معوقًا لم يُقرأ ولم يُنقح قبل وضعه بين أيديهم. لن تتخيلوا كم هي مهمة هذه الخطوة في الترجمة، فقراءة النص المترجَم عدة مرات تكشف للمترجم أخطاء فادحة لم يكن يتوقعها، ليقول "الحمد لله أني لم أتسرع في تسليم الترجمة!"