- وجدان الخنبشي
كيف أطور مستواي في الترجمة؟

تسألني العديد من المترجمات “كيف أطوّر مستواي في الترجمة؟” وفي كل مرة أجيب إجابات متفرقة، ففكرت أن أجمعها في مقالة تكون مرجعًا لكل من يبحث عن إجابة لهذا السؤال.
كيف أطوّر مستواي في الترجمة؟
القراءة في مختلف المجالات
(بالقراءة سيتطور مستواك اللغوي في الكتابة تطورًا ملحوظًا)
اقرأ ما استطعت، لأن القراءة تجعلك ملمًا بما يحصل حولك، كما أنها تثقفك وتجعلك مستعدًا لأي معلومة جديدة تستقبلها. بالقراءة ستكتسب عزيزي المترجم -مع الوقت - خبرة في حياكة النص من حيث الأسلوب واللغة. والقراءة لا تنحصر في الكتب فقط بل تشمل قراءة المقالات الجيدة أيضًا.
انتبه لجودة لغتك!
إذا أحسست أنك تشكو من نقص في جودة لغتك - نحويًا أو أسلوبيًا - عالج هذا النقص بمعرفتك لنقاط ضعفك ومن ثم تقويتها بالرجوع لدروس النحو والتعمق أكثر في فهم أسلوب اللغة التي تترجم منها وإليها.
وانتبه أيضًا لعلامات الترقيم، فهي تحدد فهم القارئ للنص. وستفهم أهمية علامات الترقيم من هذه الصورة:

أرأيت كيف تغير المعنى، وتغير فهمك للجملة؟ نعم إنها قوة علامات الترقيم.
حلل النص جيدًا
قبل الترجمة اقرأ النص الهدف ثم حلله جيدًا، اعرف كل ضمير وإلى أي اسم يعود، واعرف من هو صاحب الفعل في الجملة التي تترجمها، وتلك الصفة تصف ماذا؟ هل تصف جميع الأشياء التي في الجملة أم أنها تصف شيئًا واحدًا؟ يبدو أن كل طالب ترجمة قد درس مواد تتعلق بفهم النصوص وتحليلها. بالتأكيد أن هناك غاية مهمة من إعطائك هذه المواد، أليس كذلك؟
ثقف نفسك في الترجمة
(متى تضيف ومتى تحذف ومتى تنقحر [أي: تُنقل حرفيًا])
الترجمة علم له أسسه ونظرياته واستراتيجياته. ففي الترجمة توجد حالات وضوابط للحذف أو الإضافة، حتى النقحرة لها ضوابطها. فمثلًا أسماء المجلات - التي تصادفنا كثيرًا عند الترجمة - لا تترجم بل تنقحر. فلا تفعل شيء دون أن يكون لديك مرجع لما تفعله. وهناك اختلاف واضح بين المترجم العادي والمترجم المثقف في هذه الأمور.
لا تنقل الكلمات من المعجم نقلًا أعمى
هناك فئة من المترجمين لا يترجمون النص، بل ينقلون كلماته من لغة إلى أخرى فقط. حسنًا، علينا أن نتفق أن هذه لا تسمى ترجمة أبدًا. عند اختيارك للكلمات دون أن تتحقق إن كانت هذه المفردة شائعة عند الناس أم لا، ودون أن تربط بين الكلمات فلن يصبح لدينا نص بل مجرد كلمات متقطعة!
عند اختيار الكلمة المناسبة للكلمة الأجنبية، فإننا نهتم بسياق النص ونسأل أنفسنا هذه الأسئلة:
ما معنى هذه الكلمة؟
فبعض الأحيان نجد كلمة ما في القاموس لا نعرف معناها حتى لو كانت عربية، لذا من الضروري أن نبحث عن معنى هذه الكلمة ونفهمها قبل أن نعتمدها لنصنا الذي نترجمه.
أي المرادفات أكثر مناسبة ولها علاقة بسياق النص؟
لكل كلمة أجنبية هناك الكثير من المرادفات التي تجعلك تقف حائرًا أيهن تختار. اختر المرادفة الأكثر مناسبة لموضوع النص الهدف. فمثلًا إن كان عسكريًا فخذ المرادفات العسكرية وتجنب غيرها… وهكذا.
أي المرادفات أكثر شيوعًا واستخدامًا لدى الناس؟
قد تجد من ضمن المرادفات الكثيرة مرادفات لا تُستخدم كثيرًا بين الناس، ربما تتساءل كيف لي أن أعرف هل هي شائعة أم لا؟ بخطوة بسيطة، اكتبها في مستطيل محرك بحث قوقل ومن ثم انظر لعدد مرات ظهورها، ومن هنا ستعرف مدى شيوعها.
البحث
- لا تترجم أي نص دون أن تبحث عنه بحثًا مستفيضًا، وإلا فترجمتك لن تكون دقيقة. من الأخطاء التي يقع بها الكثير من المترجمين أن تكون ترجمتهم خاطئة وبعيدة عن مجال النص وموضوعه (سواء اختيارهم للكلمات أو حتى ترجمة الاختصارات) ومن ثم يتغير المعنى ويُفهم فهمًا خاطئًا، وهذا أمر خطير فعلًا.
- أعد قراءة النص بعد الانتهاء من ترجمته الأولية:
إذا طلبك أحدهم ترجمة نص، فلا تسلمه دون أن تقرأه، ليس مرة واحدة، بل مرتين وإذا كان ممكنًا ثلاث أو أربع مرات! لأن مع كل قراءة ستكتشف أخطاء غفلت عنها أثناء الترجمة. اقرأ النص بعد الترجمة الأولية مرة، ثم أبعده عن ناظريك وعد إليه في اليوم التالي، واقرأه باعتباره نصًا أصليًا ليس مترجمًا لتحكم على جودته، واسأل نفسك:
هل يبدو كل عنصر من عناصر النص متماسكًا؟
هل أشعر أن هناك شيئٌ غير منطقيٍ في النص؟
هل هو سلس القراءة؟ أم أنه يعاني من مشكلات أسلوبية؟
ويمكنك أيضًا قراءة النص بعد الترجمة على مسمع شخص آخر، وتسأله إن كان هناك أي خطأ في النص.
أخيرًا، جهات تطوعية لممارسة الترجمة
هل تعلم أن التطوع يصقل مهارات الشخص ويمده بالخبرة اللازمة؟ وهل تعلم أن هناك العديد من جهات الترجمة التطوعية المنتشرة على تويتر، منها:
نصيحة، تمرس على الترجمة بتطوعك في تلك الجهات وغيرها، وسترى كيف سيتطور مستواك في الترجمة شيئًا فشيئًا، فالممارسة، في نهاية الأمر، تصقل كل شيء.
*موقع لكتابة المقالات وترجمتها.