- تسنيم الغامدي
رحلة ترجمة علمية عربية

حين نريد إعطاء وصف للترجمة العلمية نستطيع القول ببساطة إنها ترجمة النصوص العلمية، مثل العلوم الطبيعية كالفيزياء والطب والهندسة والاقتصاد وغيرها من العلوم، التي بدورها تتطلب معرفة خاصة، فضلًا عن إتقانِ كلٍّ من لغة المصدر واللغة المستهدفة. وتتميز الترجمة العلمية بوجود لغة معينة ومصطلحات خاصة تعد الركن الأساسي لفهم هذه العلوم. وعلى المترجم أن يبحث في خلفية هذه المصطلحات والاتصال بذوي الاختصاص إن أشكل عليه ترجمة أمر ما وإلا لن يستطيع تقديم ترجمة دقيقة وصحيحة.
دون أن نهمل أو ننسى الدور التاريخي الكبير الذي لعبه - وما يزال يلعبه - هذا النوع من الترجمة ففي العصور الوسطى انبلج العصر الذهبي للمسلمين بسبب حركة الترجمة آنذاك، فقد ازدهرت العلوم وتطورت على أيدي العلماء المسلمين. ونشأ هذا الصرح العلمي العظيم تحت اهتمام الإمبراطورية الإسلامية. وعُدّت الترجمة الركيزة الأساسية لبواكير نتاج بيت الحكمة – مكتبة العهد العباسي الشهيرة – حيث وجدت المؤلفات اليونانية - إلى جانب غيرها من اللغات - طريقها إلى اللغة العربية كما ذكر البرفسور بيتر ستار الأستاذ المتخصص في حركة الترجمة.
نشاط حركة الترجمة يؤدي بلا شك إلى نهضة البلدان. ومن المؤسف أن دور النشر لا تولي اهتمامًا للكتب العلمية المترجمة، معللة ذلك بكساد سوقها، على أننا في أمس الحاجة إليها. وكما سنرى ذلك في تجربة للدكتورة الفاضلة ريم الطويرقي وهي عالمة فيزيائية. وقد حصل الكتاب "كيف تعمل الأشياء" على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، حيث أحبابنا نقلكم من بين السطور إلى تجربة حيّة للترجمة العلمية العملية من خلال ما دونته د. ريم عن تجربتها وما نقلته لنا من تفاصيل مع إجابات لمّا حُمِلت به هذه التجربة من أسئلة بأسلوب سلس وجميل، بداية من اختيار الكتاب ووصولًا إلى حقوق الترجمة والخطة المتبعة والصعوبات، وانتهاءً بنشره، وكل ذلك في مدونتها التي سأشارككم إياها في نهاية هذا المقال بإذن الله. على أمل أن يكون أُنموذجًا يساهم في جعل حركة الترجمة هذه رائدة في أوطاننا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصـــــــــــــادر: