top of page
  • ترجمة: هيا أبو شاهين

ترجمة الشاشة .. السهل أم الممتنع؟


ترجمة الشاشة

تُعَدُّ ترجمةُ الشاشة أحَدَ أفرُعِ الترجمة الجَديدَة نسبيًّا. وكبرهانٍ عَلَى أهمِّيَتِها البالِغَة فَقَد ازدَادَ عددُ المؤتَمَرات والدورات ووُرَش العمل المُهتَمَّة بهذَا الموضوع. كما وقَد أُنشِأَت المُنظماتُ المعنيّة بمُتَرجِمي الشّاشة. وتَتضمن ترجمة الشاشة استخدَامَ كلًّا من الصوت والصُّورة في الترجمة وذَلِكَ لإيصال الرسالة المُترجَمَة بشكلٍ متكامِلٍ قدرَ المُستطاع.

وتشتمِلُ ترجمةُ الشاشة بمفهومِهَا المعاصر على الترجمة بالإِضافةِ إلى تفسيرِ الرُّموزِ اللَّفظيّة باستخدامِ الرُّموزِ الغير لفظيَّة; إذْ قد لا يفهَم القرّاءُ الأجانبَ المَضمون الثقافيّ.


ضرورةُ الاختِصار

يستَمِعُ المشاهِدُونَ للصَّوتِ بشكلٍ أسرعَ من قراءتِهم للنص ولِذَا فإنَّهُ يَجِبُ اختصارُ النَّص لأقصَى الحُدُود بهدَفِ إبقاءِ عناصرَ الفلم على نَسَقٍ واحد. فالترجمة يجِبُ أن تَتَلاءَمَ معَ كل عناصرِ الفلم. وتَتَجَلَّى مهمَّةُ المترجِمِ في معرفةِ ما الذي يستطيعُ حذفَهُ من معلوماتِ النَّصِ الأصلي وما الَّذي يجبُ أن يُترجَمَ للنَّصِ الهَدَف لِلمحافَظَةِ على خواصهِ ومغزَاه. وهُنَاك عناصرُ مهمةٍ أيضًا لنَجاحِ ترجمةِ الشاشة كَنوعِ الخط ولونِهِ وحَجمِهِ وموقعه.


الترجمة الواقعة في أسفلِ الشاشة

ويجبُ ألَّا يتجاوز هَذا النوع من الترجمة السّطرين لكي يكونَ الأمرُ مثاليًّا. ويستخدِمُ المترجِمونَ أدواتٍ مُختَصَّة وبرامجَ مشهورة كبرنامجِ سبتايتل ورك شوب (Subtitle Workshop) وإس إس إيه توول (SSA Tool) و سبيدت – بلاير ( ( Subedit-Player لِلترجَمة. وتُوفرُ هذهِ التقنيّة تداخُلًا أقل مع الفيلم، ممّا يسمحُ للمشاهدين بتَثمينِ قدراتِ المُمثلِ الماثِلِ أمامهم على الشَّاشة. كما ويستطيعُ المشاهدينَ الّذينَ يستمعونَ للنسخةِ الأصليَّةِ من مقارنتهِ مع الترجمة ممَّا يُعدُّ تجربةً قيِّمةً للمشاهدين لكونهم على اتصالٍ مباشرٍ مع اللغةِ الأصلية وثقافَتِها.


الدّبلجَة

تعملُ الدبلجةُ على إبدالٍ الصوتِ الأصليِّ بصوتٍ مدبلَجٍ. وتُعَدُّ الدبلجةُ في المرتبةِ الثانيَةِ من حيثُ الشُّهرة وتَكمُنُ فائدتُها في الوصُولِ الغيرِ محدود للمجالِ المرئي منَ الفيلم، مُتَخلِّيَةٍ عن الحاجةِ للترجمةِ على الشاشة. ولِذا فإنَّ المشاهدينَ يستطيعونَ التركيزَ الكاملِ على الفيلم، ولكنَّ سَيِّئَةَ الدبلجةِ الكُبرى هي طَبيعتُها المُتَكلِّفة. فحتَّى أفضلُ الحواراتِ المُترجمة والتي تتزامنُ مع كلًّا منَ المُدَّة وحركَةِ الشِّفاه، تكونُ عادةً كثيرةَ التباينِ عن النَّصِ الأصلي. ممَّا يجعلها تبدو غيرَ طبيعيَّةٍ بنظر المُشاهدين.


تقنياتٍ أُخرى لترجمةِ الشَّاشة

ثمَّةَ العديد من الطرق الأُخرى كالحَاشية (حيثُ تتطلَّبُ مزامنةً للصوتِ والصورة)، والكتابة (على سبيلِ المثال ما يحصلُ في دارِ الأوبرا)، والترجمة الشَّفهيَّة (كما يحصلُ في الإذاعةِ المباشرة والمُقابلات)، والترجمة مُتعددةَ اللغات على شكلِ التيليتكست* (كما يحصلُ في قرصِ الفيديو الرَّقمي DVD )، والترجمةِ لمن يُعانونَ من اعتلالٍ في السَّمع و "شرحٌ صوتيٌ" لمن يُعانونَ من اعتلالٍ في البصر (وتتضَمَّنُ تسجيلَ أصواتٍ إضافيَّةٍ منها صوتُ الراوي وهو يشرحُ شرحًا قصيرًا لمَا يحدثُ على الشَّاشة).

وبالإضافةِ للمحدوديَّةِ التقنيَّة، فثمَّةَ محدوديةً اجتماعيّة وثقافيَّة يكونُ لها ثأثيرٌ كبيرٌ على ترجمةِ الشَّاشة. ففي عصرِ العولَمَة، تحظى ترجمةُ الشَّاشة بتأثيرٍ أَكبر على التواصُلِ الاجتماعي منَ الترجمَةِ الأدبيَّة.

*ملاحظةُ مُترجمة: التيليتكست هو عبارة عن نظام بث تلفزيوني يقومُ على أساس بَث صفحاتٍ من المعلومات عن طريق محوِّلٍ تلفزيونيٍّ وأداةٍ تُضافُ إلى جهازِ التلفزيون العاديّ.

  • توطينِ** المَلَفات الصوتيَّة

**جعل المحتوى مَحَلي.

وفيمَا يلي شرحٌ لكيفيةِ إعدادِ المَلَفات للتَرجَمَة:

  • تحضير النَّص

من أهم الخطوات عِندَ تحويلِ أيِّ تسجيلٍ لتسجيلٍ محليّ هي التَّأكُدِ من أنّ النصَ عالمي. فَمِنَ الضَّروري حذفُ العناصرِ التي تكونُ مُتعلِّقةً بثقافةِ النص الأصلي. فقد لا يفهَم المُستَمعينَ ذوي الثقافةِ المختلفة المَضامينَ المَحليَّة. وقد يكونُ من السهلِ كتابَةُ نصٍ جديدٍ على ترجمةِ نصٍ قديمٍ أو توطِينَه.

  • إيجاد نغمَة الصوتِ المناسِبة

فَتفضيلُ القرّاءِ لنغمةِ صوتٍ عاديّةٍ أم رسميَّة يعتمدُ على الميزانيةِ والغرض مِنَ التسجيل.

  • تَوطين النَّص

ويجبُ على المُترجم أن يجعلَ النصَ المرادَ تسليمهُ للترجمة مُلائمًا للسُّوقِ المستهدف إن لم يتمَّ تدويلُهُ*** بحسبِ ما قد ثمَّ شرحهُ في الخطوةِ 1

***التدويل: هو تصميم أو تطوير المنتج أو التطبيق بحيث يؤدي ذلك إلى تسهيل عملية توطينه

  • التَّوثيق والإقرار بالنَّص

يجبُ أن يوافقَ العميلُ على ترجمةِ النص قبلَ تسجيله، فَمِنَ الكفاءة أن يتمَّ قضاءُ وقتٍ كافٍ للتَّأكدِ من صِحَّةِ النصِ الجديد، وإغفالُ هذهِ الخطوة قد يُؤدي للإدراكِ المتأخرِ بأنَّ النص يحوي أخطاءًا

  • المواصفات التقنيَّة

فمنَ المُهم إخطارُ ممثلي وكالةِ الترجمة للمتطلباتِ المرادِ تَوفُرها في الراوي وتَقنيَّات التسجيل، وبمَا أنَّ الراوي مهم فقد وجبَ تحديدُ إيقاعِ وديناميكيةِ القراءَة. وإن طُلِبَ وقتٌ محددٌ للتسجيل فمنَ المهمِ الإعلامُ بذلك عندَ بدايةِ المشروع. وثمَّةَ عواملُ أخرى مهمَّةً بالقدرِ ذاتهِ كتَردُّدِ الملفِ المُسجل وقوَّةَ صوته ونَسقهِ.

  • تسجيلُ الصوت

إن تمَّ إنجازُ جميعِ الخطواتِ السَّابقة إنجازًا مناسبًا، فستجري عمليةُ التسجيل دون عوائق. ويجبُ ألَّا يتحدَّث القراءُ لوقتٍ طويل لأن ذلك قد يَضُر بجودةِ صَوتهم ممَّا يؤخرُ من إنهاِء المشروع.

  • التأكد من الجودة

ينبغي أن يراجعَ متحدثٌ أصليٌّ للُّغة كلَّ الملفاتِ الصوتيَّة بعد الانتهاءِ من التسجيل للتَّأكدِ من أنَّ التسجيلَ قد تمَّ بشكلٍ مناسب والتَّأكُدِ من خلوهِ للأخطاء ووضوحِ الحوارات وبأنَّ الإيقافات الواقعة بينَ الكلام ذاتُ طولٍ كافٍ.

ويجبُ أن يكونَ النصُ الجديدُ متناسقًا معَ عناصرِ العمل التي لم يُغطِّيها النَّقلُ اللغوي كالصورِ والمشاهِدِ والموسيقى وتعابيرِ الوجه والمحاكاة. فالترجمة مازالت تتَربَّعُ على عرشِ أكثرِ تقنياتِ الترجمةِ شُهرةً، على الرُّغمِ من المحدوديَّةِ التقنيَّة كاختصارِ النص والتي عادةً ما "تُسهِّلُ" المعنى. وقد يتمُ فقدانُ 30-40% من النصِ الأصلي خلالَ عمليةِ الترجمة وذلكَ حسَبِ دراسةٍ مؤخرة.


المصدر الأصلي


٦٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page