- ترجمة: زينب الكاف
خمسة أخطاء طبية شائعة في الترجمة

تعدّ الدقة في الترجمة دائما مهمة، فالوقت المطلوب لإنتاج الترجمة الصحيحة في وقت قياسي في كثير من الأحيان قد تكون مسألة حياة أو موت، ولكن الدقة في الترجمة الطبية تعد بالفعل قضية حياتية أساسية.
1- كثرة الاختصارات توقع المترجم في أخطاء:
وتنشأ المشكلة خاصة عندما يتعين على المترجم استخدام الاختصارات، كما هو الحال في الترجمة الطبية غالبا. أو في حالات أخرى عندما لا يعرف المترجم كيف يستخدم اختصارات عديدة لمصطلح واحد، أو حتى عندما يكون نفس الاختصار له مصطلحات عديدة.
أظهرت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أن الأخطاء في الترجمة الطبية تتراوح ما بين 1500 إلى 30000 من بينهم اختصارات غامضة وغير واضحة.
2- الكلمات الجديدة، والمترادفات والتطورات المعجمية فخٌ على المترجم التنبّه له:
إحدى خصائص اللغة الطبية هو ظهور التحديثات اللغوية باستمرار، ووجود أعداد هائلة من المترادفات المتغيرة التي تجعل الكلمات التي عفا عليها الزمن (أو على وشك أن تمحى) في تنافس مستمر مع المصطلحات أو المسميات الجديدة. فسرعة التغييرات اللغوية وظهور كلمات جديدة جعلت من الصعب في أغلب الأحيان إضافة هذه الكلمات وحذف القديم منها وتصحيح مرجعية القواميس والمعاجم المتخصصة، مما أدى ذلك إلى مشاكل في الترجمة.
3- المترجم غير المتمرس: السبب الأول في الترجمة الخاطئة
ومع ذلك فإن سبب الخطأ في الترجمة دائما هو واحد سواء كان في الترجمة الطبية، أو في الترجمة القانونية والتسويقية وهو: المترجم غير المتمرس. وسأذكر مثالين:
نجد في بعض الأحيان أن المصطلح "سرطان الغدة الدرقية النخاعي "يترجم إلى "سرطان النخاع الشوكي"، في حين يتعين ترجمته إلى مصطلح "سرطان الغدة الدرقية النخاعي أو اللبى".
"الخرف الخفيف" في كثير من الأحيان يترجم إلى "الخرف المعتدل" والمصطلح الصحيح هو "الزهايمر الخفيف".
4 - ممارسة الأطباء للترجمة الطبية: فكرة سيئة مزيفة
نسعى إلى تكليف الطبيب بالترجمة الطبية على حساب افتقاره إلى المعرفة اللغوية، ومع ذلك أظهرت الدراسات أنه من الأفضل اختيار مترجم متدرب متخصص في المجال الطبي، لأنه في نهاية المطاف ستظهر حقيقة في الترجمة. فهي مهنة تتطلب الدراية العملية والخبرة والمهارة.
5 – ترجمة التعليمات خطأً (مثال ملموس)
أفاد تقرير على مدونة ميديا بارت فشل عملية زرع ركبة اصطناعية لـ47 حالة في مستشفى برلين. ما السبب في حدوث ذلك؟ ترجمت عبارة في كتيب باللغة الإنجليزية خطأً، فذكر الكتيب أن زرع المفصل الاصطناعي يتطلب وضع مادة أسمنتية لتثبيته. ترجمت هذه العبارة إلى أن "زرع المفصل الاصطناعي لا يحتاج إلى مادة إسمنتية لتثبيتها". وهكذا زُرع مفصل الركبة دون تثبيته بالأسمنت مما أدى إلى مضاعفات للمرضى وعواقب لم تكن في الحسبان.