top of page
  • تسنيم الغامدي

ترجمة الكنوز العربية


مدرسة طليطلة للمترجمين - طليطلة

لا يخلو أي قصد نعتزمه ونعتني به من إدراك أهميَّته ، والتي تعد دافعًا لا يبقينا في منتصف الطريق إن تعبنا ولا يزوغ عن نصب عينينا إن هبط عليها ضباب اليأس، وأهمية الشيء تأتي ببيان مكانته وشأنه وذلك ما يجعلنا نعود تاريخيًا بضع قرون من الزمن للقرن الثاني عشر حيث وُجِد الرديف المعاكس للترجمة الذهبية في العصر العباسي -تجدونها هنا كما أسلفنا في المقال السابق- والتي تعد سببًا ومنطلقًا لما آلت .إليه الحضارة الغربية من التقدم العلمي والحضاري في عصرنا المعاصر

.

بُذِل في القرن الثاني عشر أكبر جهد لترجمة العلوم من العربية إلى اللاتينية في مدينة طليطلة – منشأ حركة الترجمة للاتينية - والتي من الأهمية بمكان أن نذكر أنها ضمت تعايش ثلاث ثقافات جنبًا لجنب وهي : الإسلامية واليهودية والمسيحية وقد شد الرحال إليها كثير من العلماء والمترجمين وذلك نظرًا للمكانة العلمية التي احتلتها في وقتها أنذاك ورغم ضياع الكثير من المخطوطات العربية إلا أن الكثير مما ترجم للاتينية منها مازال من ضمن محفوظات كتدرائية المدينة .


نشأت مدرسة طليطلة للمترجمين تحت رعاية ألفونسو العاشر الملقب بالعالم والحكيم والذي أحب الثقافة ومجالسة المهتمين بها بل حتى أنه أشرف بنفسه على توجيه أعمال الترجمة وهذا ما يذكرنا ويعود بنا -لا عن طريق الصدفة- للدور المشابه الذي سبق ولعبته مكتبة بيت الحكمة والخليفة العباسي المأمون ، وكانت عملية الترجمة تدار إما ضمن فريق يضم مترجمين مختلفين حيث يعمل الذين لايتقنون العربية مع المستعربين والنصارى الإسبان أو لوحدهم لمن يتقنون اللغات جيدًا .


من أهم مترجمي تلك الحقبة ومنهم من هم أعلام لتلك المدرسة بداية مع الإنجليزي والقسيس العالم دانيال أف مورلي (Daniel of Morley) الذي يعد أوائل من فتح ذهنه على المعارف الإسلامية من الأوروبيين ، والمترجم الشهير جيرارد أف كريمونه (Gerard of Cremonay) الذي نقل أعمالًا مهمة للزهرواي وابن الهيثم والكندي وغيرهم وهناك العالمان الأوروبيان مايكل سكوت (Michael Scott) وهيرمان أف كورينثيا ( Herman of Corinthia) اللذين اهتما بنقل أعمال ابن رشد ، وقسطنطين الإفريقي الذي ترجم "كامل الصناعة" لعلي بن العباس، و"زاد المسافر" لابن الجزار ، والفيلسوف الإنجليزي أديلار الباثي الذي نقل عن العربية كتاب" المجسطي" المختص بعلم الفلك لبطليموس وكتاب " الجداول الفلكية " للخوارزمي وكتاب" المبادئ/الأصول " لإقليدس ودونكم أيضًا أمثلة لأهم الكتب التي ترجمت عن العربية على سبيل المثال لا الحصر :

  • كتاب "القانون في الطب" لابن سينا

  • كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف " للزهرواي

  • كتاب " المناظر/ البصريات" لابن الهيثم

  • "كتاب الحاوي في الطب" لأبي بكر الرازي.

  • "كتاب الزيج" لابن يونس المصري

  • "كتاب الجبر والمقابلة" للخوارزمي

  • " كتاب خواص الجواهر" للكندي

إذًا الترجمة كما نرى هي حاجة معرفيّة وضرورة حضارية لايمكن الاستغناء عنها وكل ما نأمله هو إدراك الأهمية التي انتقلت فيها الحركة العلميَّة عبر الأزمان من طور الترجمة واستيعاب العلوم القديمة إلى مرحلة الابتكار التليد وإنتاجِ معارف جديدة والذي يُعنَى بتحريك عجلة التطور الحضاري على كافة الأصعدة لأي مجتمع .

المصادر


٨٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page