- فاطمة عبدالله الغفيلي
هل الترجمة فن؟

تعددت طرق ومناهج وأنواع الترجمـة، مثل: الترجمة الحَرفية، الترجمة بتصرف، الترجمة التفسيرية، الترجمة التلخيصية، الترجمة الفورية، الترجمة التتبعية، الترجمة التحريريـة وغيرها. لكن كل أنواع الترجمة منذ القدم وحتى عصرنا الحديث تشترك بفكرة واحدة مهمة وهي "الفن التطبيقي"!
كلـمة "الفن" غير محصورة في مجالات محددة وسطحية كالرسم أو الموسيقى فقط كما يعتقد البعض، الفن: "مفهوم شامل يضم إنتاج الإنسان الإبداعي ويُعتبر لونًا من الثقافة الإنسانية، ويُعتبر الفن موهبة وإبداع وهبَهُ الله لجميع البشر ولكن بدرجاتٍ متفاوتة من شخص لآخر." وقد يكون فن مادي كالرسم والنحت والتصوير أو فـن غير مادي كالكتابة والرقص والدراما.
أما الترجمة "هي فــن نقل الكلام من لغة إلى أخرى، وهي فن وعِلم قديم في الحضارة والثقافة الإنسانية وعلى من يعمل بهذا الفن (المُترجم) أن يواصل سعيَهُ الدائم للحفاظ على مستواه في اللغتين التي ينقل منها (Source language) والتي يَنقُل إليها (Target language).
فاللغة الحية دائمة التغيير، وهناك العديد من الكلمات والمصطلحات الجديدة التي تُضاف إليها بشكل شبه يومي، والعديد من الكلمات والمصطلحات التي تندثر ولا تُـستخدم مع مرور الزمن. ومع مواكبة المُترجم للتغيرات التي تحدث في اللغتين سيكون من السهل عليه إنتاج نص فــني مليء بالصفات والقِيّم التي يمتلكها أي فَنان في شتى المجالات، مثل: الدِقة والحدس والإبـداع والجَمال والخِبرة والمحاكاة. ولهذا قد قال Justin O'Brien: "على المُترجم ألا يترجم أبدًا أي شيء لا يُثير إعجابه. فيجب أن تتواجد أُلفة بين المترجم وبين مٓا يترجمه بقدر الإمكان."
وقد وصـف Forster عملية الترجمة بأنها مطابِقة لعمليـة الرسم إلى حد ما، حيث قال: "إن الرسام لا يستخرج كل تفصيل في المنظر فهو ينتقي ما يبدو أفضل بالنسبة له."
وينطبق نفس الشيء على المُترجـم، "إنها الروح التي يسعى المترجم لتجسيدها في ترجمـته الخاصة."
“Art in Translation is a long awaited and much-needed instrument for international transmission of knowledge and cross-pollination of ideas.”
— Dario Gamboni
We are not only translators, we are artists as well, we produce art!