- روان بدر
الترجمة والكتابة

في عام 2008 ، أثبتت دراسة اجريت في جامعة زابل الايرانية على 114 طالب وطالبة ممن خضعوا لاختبار (التوفل) أن القدرة على التعبير والكتابة ترتبط ارتباطا وثيقا وواضحا بالقدرة على الترجمة. وانتهت بالتوصية على استخدام الترجمة كطريقة لتطوير وقياس مهارات الطلاب في الكتابة.
هذه العلاقة بين الترجمة والمقدرة على فهم و إنتاج العمل الأدبي ليست بحديثة . ففي العصور الوسطى، كان للترجمة أهميتها كوسيلة لتدريب المتعلمين على الكتابة بشكل جيد. تقليد أساليب الكتاب العظام ومحاكاتهم كان جزء من تعلم فن البلاغة في أروبا ذلك الوقت، حيث يحترف الأفراد الترجمة بقصد الانغماس في اللغة والتمكن من إجادتها.
إن الترجمة الجيدة هي في الأساس كتابة جيدة والمترجم الممتاز لابد أن يمتلك مهارات كتابية كافية لكي يوصل للقراء الرسالة التي يحملها العمل الأصلي. أهمية هذه المهارات قد تزيد أو تنقص تباعا لنوع الترجمة لكنها ضرورية لنجاحها. كما أن الترجمة _تماما كالكتابة_ تتعامل مع اللغة بمفرداتها ومجازاتها وتراكيبها النحوية على أنها المادة الخام التي سينتج منها الشكل النهائي للعمل، وإن كانت بعكس الكتابة الحرة تجبرنا على أن نخضع لتأثير كتاب اخرين.
تعتقد المنظرة في الترجمة سوزان باسنيت أن المترجم لا يختلف كثيرا عن الكاتب، باستثناء أن المترجم يبدأ مهمته بقراءة متعمقة لعمل مكتوب بواسطة شخص آخر. وعلى الرغم من هذا الاختلاف إلا أن النتيجة النهائية في رأي باسنيت واحدة، بل و تزعم أن الترجمة والكتابة تقود كل منهما إلى الاخرى حتى أنه يصير من غير الممكن فصل فعل الترجمة عن فعل الكتابة. هذا الوضع الضبابي بين الكاتب و المترجم ستشعر به عندما تقرأ كتابين لمؤلفين مختلفين من ترجمة شخص واحد.
أيعني هذا ان المترجم كاتب أم أنه مجرد ناقل لإبداع غيره؟
يقول الشاعر الامريكي إزرا بوند عن الترجمة أنها "تمرين جيد على الكتابة ",ويقول ساراغامو الروائي البرتغالي " أن الكتابة هي دوما ترجمة, حتى عندما نستعمل لغتنا الأم".