- آلاء باهبري
من أنت: مترجم إعلامي؟ أم إعلامي مترجم؟

ليس العنوان سؤالاً من قبيل الفلسفة ، لكنه يحاول إثارة أهمية خلفية المترجم الإعلامي ، هل هي الترجمة،، أم الإعلام ,, حيث إن هذه الخلفية كثيراً ما يتم تجاهلها في التعليم و العمل وحتى كتب ومقالات الترجمة الإعلامية التثقيفية، و هو ما قد يجعل المترجم الإعلامي في موقع لم يؤهل له بشكل كامل،،
و في الحقيقة، أهمية الفارق بين أن تكون مترجماً أو إعلامياً هو في معرفة ما ينقصك من معلومات التخصص الآخر، سعيك لاستكمال معارفك ومهاراتك ، لتصل إلى الإتقان والاحتراف,,
إذا،، و بشكل إجمالي ، ما الذي ينقصك كمترجم من مهارات و المعارف الإعلام؟ الجواب يمكن إجماله في نقاط مختصرة:
السرعة ،، فالإعلام لا يمكنه الانتظار ، و على المترجم دائماً أخذ عامل الوقت في الحسبان
معرفة سياق الإعلام، وكيف يدار ، و ما هو نظام الإعلام في البلد المترجم له، و ما هي السياسات العامة للمؤسسة الإعلامية فالمترجم ليس حراً تماماً في الترجمة الإعلامية، وهو كالإعلامي ملتزم بمنظومة متكاملة من الرؤية و السياسات الإعلامية.
أين تجد هذه السياسات؟ ستجدها مكتوبة ، سواء السياسات الإعلامية للدول، أو للمؤسسات، وهنا سياسة المملكة مثلاً..
التعرف على بنية النص الإعلامي ، و مدى إمكانية تغيير البنية بناء على السياسة الإعلامية للمؤسسة التي يعمل المترجم بها ، ذلك أن بنية النصوص في الإعلام لها وزن واعتبار مهم ، وهناك بنى رئيسية للنصوص الإعلامية، يمكنك التعرف على الأشكال الرئيسية لقالب الخبر من هنا.
معرفة الأبعاد الثقافية والسياسة و الاجتماعية للألفاظ في النص المترجم، حيث إن الإعلام ليس محايداً دائما، وقد يستخدم ألفاظاً ومصطلحات لتمرير أجندة سياسية و ثقافية و اجتماعية.
الوقت والمساحة : المترجم ليس حراً كذلك في الوقت أو عدد الكلمات، لذا عليه أن يطور حاسة نقل المعنى في نطاقات محددة مسبقاً ، من كلمات أو زمن.
أخيراً: إن التركيز على التخصص الأساسي لا يصنع محترفاً في هذا المجال " الترجمة الإعلامية" ، و المطلوب حقاً هو تخطي الحدود، واستكمال الجانب الآخر ،، الناقص !