- وجدان الخنبشي
ماهي أبرز الأخطاء النحوية والإملائية التي تفسد جودة ترجمتنا؟

قد يظن بعض المترجمين أن الترجمة تنتهي عند انتهاء الترجمة، ضاربين بقواعد اللغة عرض الحائط، فلا يتنبهون لصحة نصوصهم لغويًا، وقد يسهون عن أبسط الأشياء وأوضحها. لا بد ألا نتعجل عند ترجمة أي نص، فبعد الانتهاء من ترجمته، من المستحسن أن نراجعه ونصحح أخطائنا النحوية إن وجدت قبل تسليمه للعميل أو قبل نشره ليقرأه الجميع.
فما هي تلك القواعد النحوية والإملائية الأساسية التي يجب أن يتنبه لها المترجم؟
الهمزات
وما أدراك ما الهمزات! ألا تلاحظون أن الكثير أصبح يتجاهل همزات الوصل والقطع مثلًا؟ أو قد يحصل وترى كلمة مبدوءة بهمزة قطع صريحة وهي همزتها همزة وصل، مثل "استخدام" همزتها وصل، ولكن نجد من يكتبها "إستخدام". لابد أن نراعي همزات الوصل والقطع، وأن نتأكد من نوع همزة أي كلمة تمر علينا، كذلك لابد أن نتثبت من حالات رسم الهمزات، فعلى سبيل المثال هناك نهج لكتابتها بالنظر إلى أقوى الحركات، فالحركات تتفاوت في قوتها وتأتي مرتبة على حسب القوة: الكسرة ثم الضمة ثم الفتحة، فإن كانت حركة الحرف الذي قبلها الفتحة وحركة الهمزة الكسرة فتكتب على حرف مجانس للحركة الأقوى، وهنا الحركة الأقوى الكسرة فتكتب على ياء، مثال "تَطْمَئِن". وقس على ذلك.
الحركات الإعرابية
من الأمور البديهية أن يرفع الفاعل وينصب المفعول به، لكن الخطأ وارد دائمًا، فيُنصب الفاعل بدلًا من المفعول به، وغيرها من الأخطاء التي لا تريد أن تسيء إلى ترجمتك. إن حدث ولم تعرف الحركة الإعرابية لكلمة ما -وهذا يحدث كثيرًا- فانطلق في فضاء الإنترنت وابحث.
علامات الترقيم
كنا قد تحدثنا عن دور علامات الترقيم في قلب المعنى في مقالة سابقة، ونعيد حديثنا هنا مركزين على النقطة. عندما نقول "نقطة آخر السطر" فإننا نعني بهذا انتهاء كلامنا أو فكرتنا التي أردنا نقلها، فإذًا توضع النقطة بعد نهاية الجملة تامة المعنى، ولا كلام بعدها. فلا يصح وضعها والجملة ما زالت ناقصة المعنى. وهناك نقطة يجب التنويه عليها، الفاصلة في اللغة العربية هي (،) وليست (,) الأعجمية.
العلاقة بين الصفة والموصوف والعدد والمعدود
الصفة تتبع الموصوف في الإعراب والتذكير والتأنيث والعدد والجنس، فهذا هذا طالبٌ نشيطٌ، وليس نشيطًا. وأما بالنسبة للأعداد، فباختصار، يوافق العدد المعدود تذكيرًا وتأنيثًا إذا كان العدد واحد واثنان، فهو أحد الباحثين وليس إحدى الباحثين. ويخالف العدد المعدود تذكيرًا وتأنيثًا، إذا كان العدد من ثلاثة إلى عشرة، فهي تسع طاولات وليست تسعة طاولات.
نخطئ كثيرًا في القواعد النحوية والإملائية، وهذا لأن اللغة حساسة ومعقدة في تراكيبها. لكن إن أردنا أن ننتج نصًا متماسك وسليم لغويًا، علينا أن نبذل جهدًا في تدقيقه وإزالته من الشوائب بقدر ما نستطيع. قد تجد ما يخالف المكتوب هنا، لأن لكل قاعدة شواذ، وهذه طبيعة القواعد عمومًا.