- د. نهى العويضي
الترجمة واقتصاد المعرفة

انطلاقا من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتي تتضمن بمفهومها العريض الأخذ ببلادنا الى الصف الأول لتكون نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الاصعدة مرتكزا على الوصول لثلاثة أهداف رئيسية تشمل مجتمع حيوي و اقتصاد مزهر ووطن طموح، فإننا نجزم في هذه المقالة أن الترجمة تعد عاملا مهما في المساهمة بتحقيق أهداف روية 2030 ومن هنا تأتي أهمية المترجم ومدربي الترجمة و بالتاكيد الدورات التي تتناول موضوع الترجمة نظريا وتطبيقيا.
من حيث النهوض بمجتمع حيوي فمما لاشك فيه أن ثقافتنا العربية مليئة بالدرر والمكنونات الثمينة التي بحاجة إلى أن نظهرها للعالم من خلال الترجمة، واستعراض كنوزنا التي تستحق الافتخار. والعكس صحيح من حيث ترجمة العلوم والثقافات الأجنبية فإن ذلك يضفي على ثقافتنا التنوع ويساعدنا في فهم الآخر من جهة، ومن الاستفادة من علوم العالم حولنا من جهة أخرى لتحسين جودة الحياة في بلادنا.
ومن حيث التوصل إلى إقتصاد مزهرفإن تمكننا من النمو والمنافسة مع الاقتصادات المتقدمة يشمل الانفتاح على التجارة والأعمال العالمية، ومما لاشك فيه أن التعامل مع الآخر في مجال الأعمال يشمل التواصل الفعال أولا، ومن ثم وضع اتفاقيات، ووصولا الى توقيع عقود. ألا تحتاج كل هذه المعاملات إلى ترجمة من وإلى العربية؟ الجواب هو نعم بالفعل . وأما من ناحية التفكير في عملية الترجمة كمصدر دخل جيد سواء على مستوى الفرد أو الوطن بصفة عامة، فيجب التنويه إ لى أن الترجمة تعتبر مثال على الاقتصاد القائم على المعرفة، فمما لاشك فيه أن تنويع مصادر اقتصادنا من اهم مقومات استدامته.
وأما من حيث الوطن الطموح والذي ينهض بتحمل مواطنيه المسؤولية، فكل منا مسؤول عن بناء مستقبله من خلال بناء ذاته وقدراته ومهاراته ليكون مثقفا و مستقلاً وفاعلاً في مجتمعه. ولا يختلف اثنان أن مهارات استخدام الحاسب الآلي واتقان لغة أجنبية لاسيما اللغة الإنجليزية والقدرة على الاستفادة من اللغة الاخرى كجسر لنقل الثقافات والعلوم من أهم مهارات القرن الحادي والعشرين.
بقلم: الدكتورة نهى العويضي
دكتوراة في دراسات الترجمة
Kent State University