top of page
  • د. نهى العويضي

الترجمة والسياسة - الجزء الثاني


2- الترجمة والزعماء والهيمنة

المانيا 1942

رغم أن ادولف هتلر لم يكن مترجماً ولا حتى عالماً لغويا إلا أنه كان يمتلك نظرية في التعامل مع اللغة والمصطلحات الأجنبية، فكان القوميون الألمان يريدون "ألمنة" كل المصطلحات عن طريق البحث عن أصول الكلمات الألمانية القديمة، مثل بعض العرب الذين يفضلون مصطلح "الرائي" للتلفزين أو "المذياع" للراديو. ولكن هتلر جاء بكل صرامة وقال لهم: كلا، بل يجب أن تنفتح اللغة الألمانية على المصطلحات الحديثة الصادرة من الخارج. كان ذلك مبني على عقليته المحبة للسيطرة فهو يرى أن اللغة الألمانية يجب أن تحتوي وتلتهم كل الكلمات في العالم.



الاتحاد السوفيتي (سابقا) 1950



جوزيف ستالين ألّف مقالاً عن طبيعة اللغة ودخل في نقاش مع اللغويين في ضرورة أن تكون الدراسات اللغوية مخصصة لدراسة لغة طبقة معينة من المجتمع، أي يجب أن يكون هناك لغة بروليتارية وتصنف كلغة أساسية للشعب الروسي، حيث أنه في ذلك الوقت كانت الديكتاتورية البروليتارية هي التعبير السياسي عن الاشتراكية وتمكين طبقة العمال. ولكن ستالين قال: كلا، اللغة لجميع شرائح الشعب ويجب أن نقبلها بكل تنوعها، وكان لنظرته الشمولية أثر كبير على الحراك اللغوي آنذاك حيث أعادت الاهتمام بالترجمة الأدبية لأنها تضيف لسياسة الانفتاح على الشعوب والتعايش



الصين 1956



ماو تسي تونغ رئيس الحزب الشيوعي الصيني تقريبا اتبع نفس أسلوب الهيمنة والاحتواء الذي اتبعه هتلر وستالين وقال في معرض حديثه مع الموسيقين الصينين أنه "ليس عليكم التقيد بعزف الموسيقى الصينة لبقية حياتكم بل بامكانكم الاستفادة من الموسيقى الغربية، لم لا؟" وفي رأيه عن الترجمة قال: "أنا افضل الترجمة الدقيقة جدا (accurate translation) خصوصا فيما يتعلق بنظريات ماركس الشيوعية" وقال: "بصراحة يجب أن نتعلم من الغرب." إذن نظرية ماو كانت كونوا مستعدين للانفتاح على الغرب وللاستيراد منه.



العرب 2017 -

ماذا فعلنا وماذا سنفعل؟ ماهي نظريتنا في الترجمة: التغريب والعصرنة، أم الافتراس والأصالة؟ أم شيء جديد نبتدعه ويسجله لنا التاريخ؟


٢٥٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page