top of page
  • روان بدر

المترجم المُهمش أدبيًا



تظهر مهنة الكاتب أو الشاعر أو الروائي في معظم الأعمال الأدبية من روايات وقصص وأفلام أكثر من أي مهنة أخرى. فإن لم تكن الرواية روايةً عن الكتابة - كما في أكثر من (200) رواية باللغة الإنجليزية فقط بحسب ما جاء في الويكيبيديا - فإن الكاتب إما أن يكون هو الراوي في الحكاية، كما هو الحال مع "نك كاروايه" في رواية "غاتسبي العظيم"، أو يكون أحد الشخصيات الثانوية التي تؤثر تأثيرا مباشرا في البطل، مثل شخصية "بي دي كولفيلد" في "الحارس في حقل الشوفان". لكن لا يبدو أن المترجم والترجمة قد نالا الاهتمام الكافي في الأدب إلا في السنوات القليلة الماضية التي شهدت إقبال المؤلفين والمخرجين السينمائيين على توظيف شخصية المترجم في إنتاجاتهم. وفي عام 2011 م، عُقد المؤتمر الدولي أول مرة للمترجمين الخياليين في الأدب والأفلام في جامعة فيينا.

إذًا ما هو السر وراء هذا الاهتمام المتزايد؟

الأدب في أفضل حالاته هو إنعكاس للواقع، وفي عالم تشغلنا فيه مشاكل الهجرة واللجوء والتهجين الثقافي والهوية واللغة والقلق من الآخر والأصالة، وغيرها من الإشكاليات التي نضطر لمواجهتها في عصرنا الحالي، قد تكون الشخصية الأمثل لنسقط عليها جوانب العولمة كلها هي شخصية المترجم بنواحيها الاجتماعية والثقافية والسياسية. وهذا ما جعل الأعمال التي يؤدي فيها المترجمون دورا مركزيا تظهر في مجالات الأدب جميعها من القصص القصيرة والروايات بأنواعها وصولا إلى الأفلام الوثائقية والتاريخية بل حتى الأفلام الكوميدية.

فبدأنا نقرأ عن ملاحظات مترجم غامضة تكشف حقيقة "مقتل الأثيني"، وعن "هان شوترت" بطلة رواية نينا سكويلر "المترجمة" وكيف قضت الأم المُحاضرة، ذات الثالثة والخمسين عاما، سنةً كاملة في ترجمة رواية واعدة، آملة أن تحصل أخيرا على التقدير الذي تستحقه لتكتشف أن كاتب الرواية يتهمها بإفساد عمله. وعن "حامد" المترجم الذي غير نهاية الرواية التي يترجمها في "المترجم الخائن" لفواز حداد. ويخبرنا ألان بولس في روايته التي تحولت لاحقا إلى فيلم "الماضي" عن مترجم أفلامٍ يعاني من مشاكل في الذاكرة بدأت تُنسيه اللغات التي تعلمها. وفي "بيل كانتو" نتعرف على "واتانابي" أحد رهائن أزمة السفارة اليابانية في ليما الذي وجد نفسه مجبرا على أن يستمر في ممارسة عمله مترجمًا فوريًا ...

وغيرها من الأعمال التي تسلط الضوء على ممارسي الترجمة والتي في معظمها – ياللمفارقة - لم تترجم بعدُ إلى اللغة العربية!


المراجع


١١٣ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page