- فاطمة عبدالله الغفيلي
أسلحة المترجم الأساسية!

على غِرَار المجالات الأخرى، في مجال الترجمة تحديدًا يتطلب من كل مُترجم أن يتحلى ببعض المهارات أو "الأسلحة" التي من شأنها رفع مستواه، بالإضافة إلى أنه يجب أن يستمر في تطوير تلك المهارات.
حتى وإن كان عليك الاستعانة بحاسوبٍ إلكترونيٍ في عملية الترجمة (Computer-aided translation) أو قاموسٍ، فأنت الأداة الأولى والرئيسية والمتحكمة في هذه المهمة، فمثلًا، على كُل مترجم أن يصبح ذا ثقافة عالية، واسع الاطلاع، ومواكبًا للتغيرات في الثقافة وفي اللغة وقواعدها، لأنها من المقومات الأساسية لهذا المجال، ذلك أن مدى معرفتك العامة وإلمامك باللغة سيظهر حتمًا في النص الذي قد تترجمه!
ما هي المهارات التي يجب على كل مترجم امتلاكها أو الاتصاف بها؟
أولًا: المهارات الأربع الأساسية: القراءة، الكتابة، التحدث، الاستماع.
ذلك أنها مهارات ضرورية بل مُهمة في شتى أنواع الترجمة، وهي بطبيعة الحال تقع بدرجاتٍ متفاوتة عند كل شخص يمتلكها. فيجب أن تكون قادرا على أن تكتب كتابةً متقنةً بلغتك الأم أولا، ويجب أن تكون مُلمًا بأنواع الكتابة المختلفة مع أخذ القواعد اللغوية والإملائية بعين الاعتبار، إذْ أن الكثير من متحدثي اللغة العربية وحتى يومنا هذا لا يستطيعون التفرقة بين أبسط القواعد في لغتنا العربية كهمزتي الوصل والقطع، والتاء المفتوحة والمربوطة، فضلا عن الحركاتِ وأحرف الزيادةِ التي قد تجمع في كلمة واحدة فقط، مثل: "سألتمونيها". وبالطبع فقد أصبحت المهمة أسهل قليلًا في عصر التكنولوجيا مع وجود المدققات اللغوية الإلكترونية، لكن هذا لا يعني أن الجميع سيتخلى عن استخدام الورقة والقلم عند الكتابة، فلا نستطيع الاستغناء عنهما مهما جار الزمن، فلا تعتمد على المدققات اللغوية اعتمادًا كُليا!
أيضًا، يجب أن تطور مهاراتك في القراءة، ذلك أنها مهارةٌ هامةٌ جدًا لكل شخص على حد سواء، ومن وجهة نظري الشخصية، يجب على كل مُترجم بالتحديد أن يصبح قارئًا جيدًا وإن لم يكن مدمنًا للقراءة، إذًا فابدأ بقراءة أنواع النصوص والقصص والمواضيع البسيطة التي تميلُ إليها أو تشعر بالاهتمام نحوها حتى يتعلق قلبك بالقراءة شيئًا فشيئا!
ذلك أنك لن تستطيع بتاتًا نقل المعنى بدقة إن لم تفهم النص المصدر (Source-Text) فهما كاملا.
أما مهارتي التحدث والاستماع فهي ضرورية في جميع المجالات عامة وفي الترجمة الشفهية خاصة.
* ملاحظة: عند الاستماع إلى حديث شخصٍ ما أو محاضرةٍ تُلقى عليك مثلًا، يجب عليك تقسيم النقاط التي يُلقيها المحُاضر إلى (مُقدمة، الموضوع، النقاط الرئيسية، الخاتمة) حتى يتسنى لك تحليلها ثم استيعابها استيعابا أفضل وأسهل وأدّق.
ثانيًا: إجادة استخدام الأجهزة الإلكترونية.
في عصرنا الحالي المُسمى بـ "عصر التكنولوجيا"، لم يعد استخدام الأجهزة الإلكترونية خيارا فقط، بل أصبح مطلبا في جميع المجالات المختلفة، مما قد يُسهل عليك الكثير من المهام التي ربما كانت تعجيزية في السابق، أيضًا إتقان استخدام الأجهزة الإلكترونية بذكاء واحتراف سيدفعك للتقدم في مجالك تقدما ملحوظا وبالتحديد إن كنتَ مترجمًا مستقلًا (Freelance Translator).
ثالثًا: المهارات الإدارية وتنظيم الوقت.
للوقت تأثير كُلي وحَتميّ على حياتنا العلمية والعملية، ولكن عند امتلاكك لمهارة تنظيم الوقت وإدارته، وترتيب أولوياتك وتخطيطك المُسبق ليومك، وتحديد خط نهاية أو مهلة من الوقت لإنجاز مهمّة تريد القيام بها (Deadline)، نتيجة إدارتك لوقتك بذكاء تام، هو إنجازك للكثير من الأعمال في زمنٍ قصير، أيضًا ستتخلص من التراكمات السلبية التي قد تنهك طاقتك وجهدك، وستشعر بالراحة والاستقرار، وسينتهي بك المطاف إلى إنتاج قدر كبير من المهمات اليومية. ولا تنسَ أهمية الوقت وتأثيره في جميع المجالات على وجه العموم، بالسلب أو الإيجاب.
“Grow your talents and skills through a consistent practice and progressive learning. Learn to relearn and unlearn. Raise the bar for yourself always.”
― Israelmore Ayivor, Become a Better You