- آلاء باهبري
كيف تترجم للإعلام الجديد؟ 6 دروس يمكن استفادتها من ترجمات عبدالله الخريف

نجح عبدالله الخريف عبر حسابه في تويتر في ترجمة مقاطع رائعة أثرت في العديد من الأشخاص، وانتشرت في منصات متعددة وحازت تفاعلا كبيرا، حتى أشاد مجموعة من قادة الرأي بأثر عمله الفردي الذي فاق عمل المؤسسات.
في الحقيقة تعد ترجمات الخريف ترجمة من غير متخصص، مستخدماً الإعلام الجديد وسيلةً للنشر، ونجاح مثل هذا النوع من الترجمة هو مزيج ما بين عوامل متعلقة بالترجمة، وعوامل متعلقة بصناعة المحتوى للإعلام الجديد وأخرى شخصية كذلك.
وفيما يلي أبرز الدروس المستفادة من تجربة عبدالله الخريف في الترجمة للإعلام الجديد:
أولاً: اختر المواد المؤثرة!
لا تملك إلا أن تتأثر بعد مشاهدتك لأحد مقاطع عبدالله الخريف المترجمة، وقد ذكر في أحد حواراته أن بحثه عن المقطع يستغرق وقتاً أطول من الترجمة. وهدف الإعلام - والإعلام الجديد أحد أنواعه - هو إحداث نوع من التأثير. حين تبدأ في اختيار مواد لتترجمها ستجد الكثير من المواد المفيدة والمهمة كذلك، لكنها قد لا تكون مؤثرة. اختر دائماً المواد التي تؤثر بك أنت، فأنت جزء من التجربة.
وبالإجمال - وبشكل مبسط - يقسم علماء الإعلام والاتصال تأثيرات الإعلام إلى ثلاثة أقسام رئيسية: تأثيرات عاطفية وهي التي تستثير العاطفة لدى المتلقي، وعقلانية وهي التي تقنع المتلقي عبر الرسائل المنطقية، وسلوكية وهي التي تحدث تأثيرا عمليا لدى المتلقي، ومن الجيد أن تختار مادة تجمع بين أكثر من نوع من أنواع التأثيرات. ولو عدنا لفيديوهات الخريف لوجدنا أن أغلبها يركز على التأثيرات العاطفية، أو العقلانية المبهرة، أو قليل من الفيدوهات السلوكية الممزوجة بالعاطفة.
ثانياً: اختر المحتوى القصير
يركز عبدالله الخريف على المقاطع القصيرة فقط والتي تترواح ما بين (30) ثانية و(5) دقائق كحد أقصى.
فمن أهم خصائص المتلقي في الشبكات الاجتماعية هو ميله للرسائل الموجزة، والمركزة، وحتى التطبيقات والشبكات الاجتماعية تميل يوماً بعد يوم إلى إتاحة المحتوى الموجز. لذا حين تختار مادة للترجمة سواء أكانت مقروءة أم مسموعة أم مرئية، اختر مواد قصيرة، أو حتى اختر أهم المقاطع في المواد الطويلة وقدمها بإيجاز.
ثالثاً: اجعل ترجماتك "جماهيرية"
يستطيع الجميع أن يفهم ترجمة عبدالله الخريف ببساطة وبإيجاز على اختلاف مجالاتها وموضوعاتها. وحين تترجم للإعلام الجديد - و الإعلام عموما - فلا بد أن تعرف أن جمهورك واسع ومتعدد ومتفاوت الأعمار، لذا حاول أن تكون ترجمتك قصيرة ومركزة، بعيدة عن المصطلحات المعقدة، أو المتخصصة، بلغة بيضاء، واهتم بأن تكون موجزة وقصيرة وناقلة للمعنى ببساطة. فالمحتوى الناجح في الإعلام هو الجماهيري الذي يفهمه الجميع.
رابعاً:ضع عناوينَ جذابة لما تترجمه
يستخدم عبدالله لترجماته عناوين تسويقة جذابة ليدل على محتوى ما يترجمه، ويحفز المتلقي على المشاهدة. وتتركز عناوينه إما في ملخص الفكرة التي ينقلها الفيديو، أو العناوين التسويقية البحتة مثل: "إذا كنت تعتقد أن الوقت متأخر جداً للتغيير من نفسك شاهد الفيديو"، أو على بصيغة سؤال، فوجود العنوان يحفز للاطلاع على المحتوى المترجم.
خامساً :كن سباقاً في استخدام الخواص الجديدة للتطبيقات
بادر عبدالله الخريف باستخدام خاصية الفيديو عند إتاحتها في تويتر مباشرة، وقد كان صانعو المحتوى ومترجمو مقاطع الفيديو ينشرون الروابط في تويتر للفيديوهات المترجمة، وهو ما يجعل شكل "التويتة" غير جذاب، ويحتاج المتلقي لدافعية كبيرة ليضغط على الرابط ويشاهد الفيديو.
أحياناً، حيازة قصب السبق في استخدام هذه الخواص يجعل محتواك مختلفاً وأكثر حداثة وجاذبية من غيره، خاصة في البدايات حين لا يستخدمها أحد غيرك.
سادساً: "اصنع" أفضل ما تقوم به لمحتوى للإعلام الجديد
كانت ترجمات الخريف جزءاً من عمل يقوم به لسبب شخصي، وهو تقوية لغته. بالتأكيد لديك الكثير من الأمور الجيدة التي تعرفها، والمواد الممتازة التي تترجمها، حاول تحويل أفضل ما لديك لمحتوى في الإعلام الجديد تشاركه غيرك، وتفيد به العديد من الأشخاص الذين قد لا يعرفون ما تعرف.
ومن أجل ذلك تحتاج إلى أن تعرف أن الإعلام الجديد هو صنعة، لا بد أن تتبع أصولها وقواعدها، لذا أعدْ صياغة ما تملك وفقاً لهذه الصنعة.
وأهم ما يمكن أن تفعله لتحول محتواك إلى محتوى مناسب للإعلام الجديد هو أن تحدد من تستهدف وما هو المحتوى المناسب له. اجعل المحتوى موجزاً، واستخدم عوامل جذب له.
استخدم الكلمات المفتاحية حتى يظهر محتواك في نتائج البحث، وحاول تحويل موادك لقصص - حتى المعلوماتية والرسمية منها - ودعمها بالوسائط (الصوت والصورة)، ومن الجيد أن يكون لك موعدٌ لتنزيل المحتوى لتخلق عادة مع الجمهور. هنا مقال جيد عن مفاتيح لصناعة المحتوى في الإعلام الجديد، وهناك العديد من المواقع الأخرى التي تحدثت عن ذلك.