top of page
  • آلاء باهبري

متى يموت نصك "الإعلامي المترجم"؟!


يعد المنتج الإعلامي من أسرع المنتجات موتاً، فهو دائماً ما يوصف بأنه منتج "سريع التلف". ومعنى الموت هنا هو عدم القدرة على الاستفادة منه بالشكل الذي صمم لأجله، فالمنتج الإعلامي مصممٌ أساساً لنقل الأخبار والمعلومات التي تحتاج إلى تجديد باستمرار، والتثقيف الملاحق لقضايا المجتمع المتبدلة، والترفيه السريع المتجدد.

وقد كان المنتج الإعلامي يعيش - في مراحل سابقة - عمراً أطول نسبياً، فكان يعاد استخدامه مرة بعد أخرى لقلة الإنتاج. وقد تغيرت الحال اليوم مع التدفق الكبير للمنتجات الإعلامية من برامج وأخبار ومسلسلات وبرامج وثائقية وأفلام، ومع التنافس الكبير فيما بينها الذي أدى إلى تقصير عمر المنتج الإعلامي أكثر فأكثر.

و قد لا يتصور المترجم القادم من خلفية "هادئة" هذه الفكرة، ذلك أنه حين يترجم كتاباً أو قصيدة أو حتى وثيقة فإنه "يفرح" بها أياماً وربما أشهراً وسنوات، إلا أن هذا لا يتحقق مع النص الإعلامي المترجم.

و في الحقيقة أن عمر المنتج الإعلامي المترجم يختلف بحسب الوسيلة وبحسب نوع المنتج.


 وفيما يلي تصور تقريبي لعمر أهم هذه المنتجات:

الأخبار

تعد الأخبار أسرع المنتجات الإعلامية تلفاً، فالخبر المترجم في الصحيفة لا يزيد عمره على 24 ساعة، وهو أطول عمر لأي خبر صحفي، أما الخبر المترجم في التلفزيون فلا يزيد على نشرتين أو ثلاث - رئيسية - ليتحول بعدها إلى الأرشيف، أما في الأخبار المترجمة في الشبكات الاجتماعية فهي متفاوتة، ففي الانستجرام، مثلاً، عمر الخبر 24 ساعة، أما تويتر فالمتوسط هو 18 دقيقة ليختفي بعدها الخبر!

و ينطبق على الخبر كل محتوى الصحف المترجمة من تقارير وتحقيقات وحوارات.


البرامج الإذاعية والتلفزيونية

تعيش البرامج الإذاعية والتلفزيونية المترجمة مدةً أقل من 24 ساعة، فتُبث المرة الأولى، ثم يُعاد بثّها، ليتلف المنتج الإعلامي المترجم بعد ذلك، وغالباً لا يعاد بثه في نفس القناة.


الأعمال الدرامية

يندر أن يعيد المشاهد - على مستوى شخصي - مشاهد الأعمال الدرامية المترجمة والمدبلجة لأكثر من مرة؛ أما على المستوى العام فإن الترجمة للأعمال الدرامية غالباً تعيش عاماً في المتوسط، لأنها ستعرض في السينما مدة 16 أسبوعاً، لينتقل إلى نطاق السي دي والعرض المنزلي مدة أشهر، ثم ينتقل بعدها للعرض التلفزيوني الذي غالباً ما يستمر عاما، وفي أحسن الأحوال عامين.


البرامج الوثائقية

تعتمد القنوات العربية على الترجمة والدبلجة للبرامج الوثائقية اعتماداً كبيراً. وبسبب أن البرامج الوثائقية هي عمل بحثي، واستقصائي، وذو تكلفة عالية - سواء أنتجته القناة أم اشترته - لذا فإن عمرها يعد أطول نسبياً، إذْ من الممكن إعادة استخدمها أكثر من مرة، لعدم ارتباطها بوقت ولقيمتها المعرفية. وغالباً ما يُعاد البرنامج الوثائقي المترجم أو المدبلج في الدورة البرامجية أكثر من مرة إذا كان ذا قيمة كبيرة.


ترجمة محتوى للشبكات الاجتماعية

يشير المتخصصون إلى أن عمر المحتوى الإعلامي - والمحتوى الإعلامي المترجم منه - في تويتر في المتوسط 18 دقيقة وبحد أقصى 2.8 ساعة، أما في الانستجرام فهو 24 ساعة، وفي اليويتوب فهو 7 ساعات.

إلا أن ميزة المحتوى المترجم في الشبكات هو إمكانية إعادة التعرض له إذا ظهر في نتائج البحث في فترات لاحقة. لذا ينصح بأن تستخدم كلمات دلالية واضحة في العنوان ليظهر في نتائج البحث.


أخيراً فإن المنتج الإعلامي المترجم إذا تلف فإنه يمكن إعادة استخدامه، لكن ليس بوصفه منتجاً إعلامياً بل وثيقةً تاريخية، يُرجع إليها في الأبحاث والدراسات وفي الاستشهادات الإخبارية المستقبلية، إذْ تحفظ في أرشيفات المؤسسات الإعلامية المختلفة، وأحياناً مراكز الأبحاث والمكتبات، وهو ما يجعل الجهد المبذول في الترجمة أمراً مقبولاً إلى حد كبير.


٢٤٧ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page