top of page
  • تسنيم الغامدي

باب ما جاء في الترجمة الهندسية


يمكن أن يكون للمترجم أدوار عديدة في الصناعة الهندسية، إذْ يعد مجال الهندسة من المجالات الغزيرة في حصد عدد كبير من طلبات الترجمة المختلفة في نواحي عديدة مثل: الأعمال الأكاديمية المتعلقة بالهندسة، وبراءات الاختراع، والمقالات الهندسية، والتقارير الفنية والهندسية، والتقارير الهندسية الطبية، والموسوعات العلمية الهندسية، وأدلة تشغيل الأجهزة والمعدات والأدوات والآلات الحديثة، وإعداد مواصفات ورسومات التركيب التفصيلية وفقا لمعايير الصناعة المعمول بها، والضمان والإصلاح والصيانة، والرسومات الفنية والخطط الهندسية المختلفة، وتحتاج هذه الوثائق التقنية إلى ترجمة واضحة ودقيقة، ولا بد في هذا الصدد أن يكون المترجم على معرفة واسعة، وملمًا بالموضوع بالإضافة إلى إتقانه المصطلحات الهندسية.


القاعدة الأولى المتعلقة بالترجمة الهندسية هي الاستعانة بخبير في هذا المجال: لأن الخطأ الصغير قد يتسبب في عواقب وخيمة. فعلى سبيل المثال، في أدلة السلامة، قد يؤدي عدم فهم الموضوع إلى أخطاء تهدد الحياة، لذلك يجب أن تكون الدقة والحذر من سمات المترجم التي تمكنه من معرفة الفروق بين الأسماء التقنية في مختلف الصناعات وفي بلدان مختلفة. فكلمة (Wagon) تعني عربة في الإنجليزية البريطانية، وتقابلها (Freight car) في الإنجليزية الأمريكية. وكذلك في إسبانيا وأمريكا اللاتينية يستخدمون مصطلحات كمبيوتر مختلفة؛ ففي إسبانيا يطلقون على الكمبيوتر "ordenador" في حين في الأرجنتين والمكسيك يطلقون عليه "computadora ".


القاعدة الثانية هي تحديد أوجه الالتباس في النص: فالطابع الذي تتسم به اللغات التقنية والعامة يمكن أن يضع المترجم في موضع حرج. وفي بعض اللغات، قد تحمل الكلمة الواحدة عشرة معانٍ مختلفة. فعلى سبيل المثال، في اللغة الألمانية كلمة (Auftriebskraft) التي تعني قوة الطفو تقابلها (buoyancy, lift, upward thrust) في الإنجليزية والتي يمكن الخلط بينها بسهولة. وهذا النوع من الأخطاء لن يعطي انطباعًا جيدًا لصاحب العمل، وما يُنصح به في هذا الجانب هو إيلاء النص اهتمامًا، حتى الأجزاء التي تبدو سهلة، لأن الأخطاء تقع فيما لا نتوقع .


القاعدة الثالثة هي اختيار التخصص في فرع من فروع الهندسة المتعددة: غالبًا ما يستطيع المترجم في المجال الهندسي ترجمة أي من فروعها، ولكن جوهرية وأهمية الانخراط في مجال محدد تظهر في أن المترجم سيكون لديه معرفة وخبرة واسعة بالمصطلحات الفنية المستخدمة والعمل بسهولة أكثر، وهذا يجعل المترجم أكثر ثقة في قدراته وتزيد من فرص حصوله على عمل .


القاعدة الرابعة هي الوضوح والاتساق: الهندسة تتسم فعلًا بالتعقيد، لذلك هما من أهم خصائص الترجمة الهندسية، عليك تجنب العبارات الطويلة والمعقدة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على معنى الجملة سليمًا. وفي المجال الهندسي أو في أي مجال تقني آخر من يقرأ نصك المترجم يجب أن يكون قادرًا على فهم ما أراد المؤلف تفسيره بسهولة .


القاعدة الخامسة هي استخدم التقنية بذكاء! وجود المصطلحات التقنية الهندسية تجعل مساعدة الحاسوب للمترجم مفيدة مع وجود الكثير من القواميس الإلكترونية والبرامج المتخصصة. وهذا لا يلغي دور المترجم، بل ما زال هو الممثل الرئيسي في هذه المسرحية، ولكن ذلك سيسهم في تقليل الوقت والطاقة، بالإضافة إلى الحصول على ترجمة أكثر دقة إن تحمل المترجم مسؤولية تدقيق النص وتصحيح الأخطاء.


القاعدة الأخيرة هي كن كاتبًا، وليس فقط مترجمًا: فدور المترجم الهندسي يتعدى كونه ناقلًا للمعلومات إلى أكثر من ذلك، إذْ يعد بناء النص والتوليف بين النصوص وما تحمله من معلومات مهمًا حتى يستقبلها القارئ. ومن أجل ذلك، كثيرًا ما يجد المترجم نفسه محاولًا أن يتعرف ويستوعب كاتب النص الأصلي.


ومما يمكن الاستعانة به ويساهم في تطوير مهارات المترجم الهندسي، دون شك، قراءة المجلات العلمية الهندسية، لأن مثل هذه المجلات تكتنز بالمصطلحات المتخصصة فضلًا عن الخلفية العلمية التي يمكن أن يكتسبها، ومشاهدة الوثائقيات المترجمة التي تتعلق بالهندسة، ولا تزيد فائدتها عن سابقتها إلا أنها سوف تساعد على فهم هذا المجال العلمي ونظرياته من خلال المحتوى المرئي. ونذكر أخيرًا بالقراءة النقدية لنصوص مترجمة لكتب هندسية أو مقالات جنبًا إلى جنب مع ترجمتها العربية.


المصدر

Translator Thoughts


٥٩١ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page