top of page
  • عبدالعزيز محمد الذكير

وقديمًا ترجموا ٣




لا أعتقد أن اليونانيين أخذوا اسم عملة (دراخما) من العربية (درهم). ولم تعد الكلمة تستعمل بعد اعتماد اليورو. وأظن العكس هو الصحيح، لأن عملة اليونان كما تشير المدونات أقدم من العملة العربية. وعلى أن كلمة (درهم) و(دراهم) وردت في التنزيل، إلا أنه لا تناقض كونها عُـرّبت وتحدث بها العرب في الجاهلية وما بعدها. على هذا أقول: إن الكلمة مُعرّبة مشتقة من كلمة دراخما الإغريقية قديما، وقد استُخدمت من أيام الجاهلية والإسلام، وجمع "درهم" هو "دراهم". وقد ذكر الله الدراهم في القرآن: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) ويستخدم الدرهم عملةً أساسية في الإمارات والمغرب. يعتقد بعضهم أن لا شيء يجمع بين أصل العملات المتداولة في دول العالم حاليا، بدءًا من الجنيه إلى الليرة، ومن الدينار إلى الريال، ومن البيزو إلى الدولار وغيرها. ورأى بعض باحثي التراجم أن الأمر ليس هكذا تماما، فهناك الكثير مما يجمع بينها من ناحية الأصل في تسمية هذه العملات بحسب ما أظهرت مدونة على الإنترنت مستفيدة مما ورد في قواميس أكسفورد المتخصصة. تمعنوا في أسماء العملات التالية: دينار: أصل الكلمة من العملة الرومانية "ديناريوس"، وجمعها باللاتيني "ديناري" وسُكّت من الفضة أول مرة عام 211 قبل الميلاد. ومن الدول العربية التي تستخدم الدينار: الأردن والكويت والبحرين والجزائر وتونس. دولار: التسمية مشتقة من وادي في جمهورية تشيكيا حاليا اسمه "يواخيمسثال" أي وادي القديس يواخيم، والعملة الفضية التي سُكّت هناك في القرن السادس عشر صارت تعرف باسم تَالَر (بالألمانية: Taler) وهي عملة معدنية من الفضة سُكّت سنة 1518 وكانت تستخدم في معظم مناطق أوروبا لمدة 400 سنة تقريبا. بقينا في جزيرة العرب نستعمل (الريال الفرانسي) وهو ليس فرنسيا، إنما هو عملة نمساوية، تحمل قيمتها بداخلها وتسمى رسميا (ماري تريزا)، جاء هذا في كتاب أصدرتهُ مؤسسة النقد العربي السعودي بعنوان (تطور النقود في المملكة العربية السعودية الى النقود المتداولة قبل تأسيس المملكة). ومنها الذي اشتهر بين العامة في الجزيرة العربية باسم (الريال الفرنسي) وطغى هذا على الاسم الحقيقي للريال حتى كاد يُنسى بين الغالبية العظمى من الناس. وتعد هذه العملة من أشهر العملات الأجنبية التي استُخدمت على نطاق واسع للغاية في معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية، وقد سُكّت من معدن الفضة، ووزنها يماثل تماما الأوقية الواحدة. وعلى الرغم من قدم تاريخها ـ إذ إنها سُكّت في عام 1780م - فقد ظل التعامل بها قائما في أقطار الجزيرة العربية كلها حتى وقت قريب، وذلك بسبب ثبات وزنها وعيارها اللذين لم يتغيرا على مر السنين. آتي إلى المفارقات الظريفة لأسماء النقود في الوطن العربي، ففي العراق والكويت (دراهم) وفي البحرين (بيزات) وفي مصر (فلوس) وفي الشام (مصاري).


٤٤ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page